الاثنين، 12 يوليو 2010

(3) الأخطار العامة والأخطار الخاصة FUNDEMENTAL RISK

يتعلق هذا التصنيف بأسباب وتأثيرات الخطر، فالأخطار الأساسية (FUNDEMENTAL RISKS) هى تلك الأخطار التى تكون أسباب حدوثها خارج نطاق سيطرة أى فرد أو مجموعة من الأفراد وتتعدى تأثيراتها الفرد لتشمل المجتمع بأكمله أو جزء كبير منه، ولايشمل هذا النوع من الأخطار الزلازل والفيضانات والبراكين والكوارث الطبيعية فحسب بل يتعداها ليشمل أخطاراً أخرى كالحروب والكساد الاقتصادى والبطالة والتضخم وما شابه ذلك من الأخطار التى يمكن تصنيفها كأخطار عامة.
وعلى خلاف الأخطار العامة فأن الأخطار الخاصة (PARTICULAR RISKS) هى تلك الأخطار الفردية فى نشأتها وتأثيرها الى حد كبير مثل الحريق والسرقة والعجز وغيرها من الأخطار التى يقتصر تأثيرها على شخص بمفرده أو على مجموعة من الأفراد وليس على المجتمع بأسره.
إن الأخطار الخاصة قابلة للتأمين، إما الأخطار العامة فغالبا ما تكون غير قابلة للتأمين، حيث يصعب الجزم بذلك نظراً لتغير نظرة سوق التأمين للأخطار العامة من وقت آخر ، ولكونها تقع خارج نطاق السيطرة ولمدى انتشارها وعموميتها فعليه يعتقد البعض بأن مسؤولياتها يجب أن تقع على عاتق المجتمع ككل. وينبغى الإشارة الى أهمية العامل الجغرافى بالنسبة للكوارث "الطبيعية" مثل الزلازل والفيضانات، حيث تصنف هذه الأخطار كأخطار عامة فى العديد من مناطق العالم ولذلك تقع مسئولية تأمينها أو التخفيف من وقعها على عاتق الدولة لما قد يترتب عليه من خسائر ضخمة تعجز شركات التأمين عن الوفاء بها.
(ز) نقل الأخطار RISK TRANSFER
تعتبر آلية نقل الخطر هى الأساس الذى تقوم عليه عملية التأمين، وسوف نرى ذلك من خلال المثالين التاليين، الأول له علاقة بالفرد والثانى بالمؤسسات التجارية والصناعية.

مثال رقم (1) :
لنفترض أن شخص ما يمتلك سيارة قيمتها عشرون الف جنيه مصرى، فهى تمثل أحد الأشياء التى ربما كلفته جزء كبير من مدخراته. و لابد أن يدرك هذا الشخص أن هذه السيارة كغيرها من السيارات معرضه الى السرقة أو الضرر بسبب الحوادث أو الحريق، وقد يجد صاحب السيارة نفسه ملزما بدفع تعويضات ماليه نتيجة مسئوليته القانونية تجاه الركاب الذين قد يتعرضون لإصابات أو تجاه أى طرف آخر بسبب حادث سير يكون هو المتسبب فيه. لذا كيف سيتعامل صاحب السيارة مع ما يحيطه من أخطار ومع تأثيراتها المالية عليه؟ فهو لايعلم أن كان سيتعرض الى أحد هذه الأخطار أم لا، وإن تعرض لأحدها فكم ستكون الأضرار المالية التى سيجلبها ذلك الخطر؟ قد يمضى عام كامل دون أن تتعرض السيارة لأى حادث وقد تتحطم كلياً فى لحظة واحدة. إن عملية التأمين بحد ذاتها لن تمنع حدوث أى من هذه الأخطار ولكنها ستوفر بعض الضمانات المالية، حيث يستطيع صاحب السيارة أن ينقل عبأ هذه الأخطار الى شركة التأمين مقابل مبلغ من المال يسمى قسط التأمين (PREMIUM).

مثال رقم (2) :

لاشك بأن المؤسسات التجارية والصناعية تحيطها الأخطار مثلها مثل الأفراد، ومدراءها يدركون مدى الأخطار التى تحيط بمؤسساتهم، ولكن ما يجهلونه هو تكلفة هذه الأخطار فى حالة وقوع أى منها. وعند تعرضهم للخسارة هل سيكون باستطاعتهم إدارة مؤسساتهم بشكل جيد وكيف سيحاولون تغطية تكاليف هذه الخسارة ؟ هل عن طريق رفع أسعار منتجاتهم وخدماتهم؟ وبما أنه يصعب على مدراء تلك المؤسسات التأكد من حدوث هذه الخسائر ومدى كبفتها إن حدثت فعليهم اللجوء الى وسيلة أخرى للتعامل مع هذا الواقع.
إن التأمين كألية لنقل الخطر هو أحد أفضل الوسائل لإستبدال الشك باليقين، فى مقابل "خسارة" مؤكدة وهى قسط التأمين.
من خلال التأمين يمكن التخلص من الشك حول احتمال وقوع خسارة. فبالرغم من أنه لم يتم التخلص من الأخطار نفسها إلا أنه أصبح بالإمكان معرفة التبعات المالية (قسط التأمين) المترتبة على ذلك مسبقا لوضع الميزانية المناسبة لها.

(ح )التأمين حماية PROTECTION

إن عملية نقل الخطر لايمكن إن تمنع الإصابة أو المرض من الحدوث وعليه لايستطيع الإنسان حماية نفسه من أخطار الحياة، فأن ما يمكن حمايته لحد كبير هو ممتلكات الفرد أو المؤسسة ، حيث إن باستطاعة الأفراد أو المؤسسات شراء التأمين لحماية أموالهم (الدخل ورأس المال) ضد ما يقترفه الانسان (مثل السرقة والأضرار العمدية) وضد الحوادث (مثل الحريق والاصطدام بالمركبات) وضد الكوارث الطبيعية (مثل العواصف والفيضانات ) وضد المرض أو عدم القدرة على مواصلة العمل.
ويتعلق الخطر بصورة رئيسية بتقسيم الحوادث واحتمال وقوعها. وفى الغالب يتم تطبيق عملية تقييم الأخطار هذه على أعداد كبيرة من الظواهر التى قد تؤثر على حياة الفرد وممتلكاته.
أن التأمين يحمى الممتلكات المادية (MATERIAL ESTATE) عن طريق توفير الموارد اللازمة لصاحب العمل لاستبدال ما هلك من "المال" أو لإعادة الفرد لحالته الطبيعية عند تعرضه للمرض، كما يقوم التأمين بتوفير الدخل للأشخاص الذين بلغوا سن التقاعد من خلال معاشات تقاعدية.
لذلك فإن الحماية تعنى تدبير الأموال اللازمة أو ما يساويها لإعادة المؤمن له بعد تعرضه للخسارة الى نفس الحالة التى كان عليها قبل حدوث الخسارة كما لو أنها لم تحدث إطلاقاً.
أن كلمة "المال" تعنى مجموع ممتلكات ومقتنيات الأفراد والمؤسسات كالأراضى والمبانى والأثاث والسيارات والحسابات المصرفية والملابس والأسهم وحقوق المؤبف وبراءة الاختراع بالإضافة الى الممتلكات والمقتنيات الأخرى. ويستطيع صاحب المال تأمين ممتلكاته بحمايتها ضد أى خطر معية قد يقع لها أو لأى جزء مقابل قسط التأمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق