الثلاثاء، 13 يوليو 2010

(أ) الخسارة العرضية FORTUITOUS LOSS
يجب أن يكن الحدث المؤمن ضده حدثاً عرضيا من وجهة نظر المؤمن له، فمن غير الممكن التأمين ضد حدث محقق الوقوع (إذ ليس هناك أى شك حيال وقوع الخسارة)، وعليه فلا يمكن تصور نقل الخطر طالما أنه محقق الوقوع، وهذا يعنى أنه لايمكن التأمين على الأضرار الناتجة من جراء البلى والاندثار والاستهلاك أو أى ضرر أو خسارة يكون المؤمن له قد تعمد وقوعها. ولا يشمل ذلك الخسائر والأضرار التى يحدثها الآخرون عن عمد إذا كانت عرضية تماماً من وجهة نظر المؤمن له، أحد الأمثلة التى قد تبدو خارج نطاق هذه القاعدة هو خطر الوفاة، فالكل يعلم بأنه من الممكن شراء تأمين على الحياة على الرغم من أن الوفاة هى إحدى الحقائق القليلة المؤكدة فى عالمنا، إلا أن الحدث العرضى فى التأمين على الحياة هو وقت الوفاة بمعنى أن ميعاد تحققها غير معلوم ولهذا كان خطر الوفاة من الأخطار القابلة للتأمين
(ب) الخسارة المالية FINANCIAL MEASUREMENT
إن جوهر التأمين هو القيام بدور الآلية التى يتم من خلالها نقل الخطر وتوفير التعويضات المالية عند تحقق الضرر، التأمين لايزيل الخطر ولكنه يحاول توفير الحماية المالية ضد نتائج الخطر، ولهذا يجب أن يكون الخطر المراد التأمين منه له طبيعة إحداث نتائج يمكن تحديدها ماليا، ويمكن رؤية ذلك بوضوح فى خسائر وأضرار الممتلكات، حيث يمكن تحديد القيمة النقدية للشىء المتضرر ودفع التعويض طبقاً لشروط وثيقة التأمين ، وهنا لاتتم معرفة قيمة الخسارة إلا بعد تحقق الضرر، ويلاحظ أن جميع الأضرار المادية والسرقات التى تحدث للممتلكات تأتى ضمن هذه الفئة.
أما فى التأمين على الحياة فيتم الاتفاق على قيمة التعويض المالى عند التعاقد وذلك لعدم القدرة على وضع قيمة مالية على حياة أى فرد وإنما يتم تحديد القيمة المالية المراد تأمينها بالإتفاق بين المؤمن والمؤمن له عند التعاقد .

(ج‌ ) التعرض المتجانس للأخطار HOMOGENEOUS EXPOSURES

إن وجود عدد كبير من الحالات المعرضة لأخطار متجانسة يساعد المؤمن على التنبؤ بحجم الخسائر المحتملة، وفى حالة عدم توافر أعداد كافية يصعب على المؤمن احتساب الأقساط المناسبة، لذلك يتم احتسابها بالتخمين بدلاً من أن تكون مبنية على أسس رياضية. وفى هذه الحالات، قد يكون القسط المحتسب قسطاً مناسباً أو قد لايكون، ولكن فى النهاية، يريد المؤمنون حماية أنفسهم باحتساب أقساط لتغطية أسوء الاحتمالات، وسوف تقل أهمية المنافسة لعدم وجود عدد كبير من الوحدات يراد حمايتها.
وعلى الرغم من أهمية وجود عدد كبير من الحالات المعرضة لتحقق حالة الخطر القابل للتأمين، إلا أن من الممكن التخلى عن هذا الشرط أحياناً وذلك بالنسبة لبعض الأنواع من التأمين تحقيقاً لمتطلبات السوق، فمن حين لآخر نسمع بتأمين أنواع من الخطر غير مألوفة مثل تأمين رجل ممثل أو أصابع عازف بيانو وقد تكون هذه الأمثلة ذات أهمية إعلامية فقط ليس لها أى أهمية عملية تذكر يمكن أن نتعلم منها، ومن الأمثلة الأكثر واقعية لوجود عدد قليل من الحالات المعرضة للأخطار ومع ذلك يتم تأمينها هى "الأقمار الصناعية" فبرغم الزيادة المطردة فى عددها كل عام يظل عددها قليل جداً وبالتأكيد لاتوجد أى قاعدة إحصائية عن خسائرها.
يتضح مما سبق أنه يتعين أن تكون للمؤمن له مصلحة مالية فى الخسارة وأن تكون هذه الخسارة عرضية، وهذا يعنى أنه لايمكن تأمين ممتلكات الغير أو الخسائر والأضرار العمدية بهدف الربح من وراء وثيقة التأمين، كما أن التأمين يقوم على أساس ضرورة توافر عدد كبير من الحالات المتجانسة المعرضة للخطر، ولكن يضل هناك أخطاراً يتفق الجميع على عدم تأمينها.

(د )السياسة العامة PUBLIC POLICY

هناك قاعدة قانونية عامة تقضى بأن تكون العقود غير مخالفة للأداب العامة للمجتمع فعلى سبيل المثال لايعتبر مشروعاً أن يتم التعاقد على قتل شخص أو على الإضرار بممتلكات الآخرين أو سرقتهم، وهذا ينطبق أيضاً على عقود التأمين، فمثلاً لن يكون مقبولاً بالنسبة للمجتمع أن يقوم أحد اللصوص بشراء وثيقة تأمين تعوضه عن المسوقات التى يتوقع سرقتها إذا ألقت الشرطة عليه القبض قبل أن تتم عملية السرقة، وقد يبدو هذا المثال مبالغاً فيه ولكن ماذا عن غرامات المخالفات المرورية؟ فقط يضبط الشخص متجاوزاً للسرعة القانونية أو أثناء قيادته للسيارة بصورة خطرة أو تحت تأثير المشروبات الروحية، هذا الشخص لديه علاقة مالية مع الخسارة (الغرامة) ويمكن الجدال بأن الخسارة عرضية من وجهة نظره، إلا أنه لن يكون مقبولاً بالنسبة للمجتمع أن يسمح لأى شخص بتجنب غرامات المخالفات المرورية بمجرد شرائه لوثيقة تأمين، فقد قامت إحدى شركات التأمين البريطانية فى فترة من الفترات بإصدار وثيقة تأمين توفر الحماية التأمينية للسائق فى حالة منع المؤمن له من قيادة السيارة بسبب إدانته بقيادة السيارة تحت تأثير المشروبات الروحية ولكن تم سحبها لحقاً وذلك للأسباب التى تطرقنا لها أعلاه.
التأمين هو قطاع خدمات وجد لتلبية احتياجات الزبائن المتغيرة وأهمها توفير آلية لنقل الأخطار والتى تتغير طبيعتها بمرور الوقت. وتتغير احتياجات الزبائن سواء كانوا شركات أو أفراد بسبب السلع والمنتجات والأنظمة الصناعية الجديدة التى تجلب معها أنواع جديدة من الأخطار التى يرغب الزبائن فى الحماية منها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق