الاثنين، 12 يوليو 2010

الأساسية للتأمين
ــــــــــــ

(1) أهمية التأمين للإقتصاد القومى
إن مجرد العلم بوجود التأمين كضمان لتوفير التعويضات المالية عن الخسائر الناتجة بسبب وقوع أخطار معينة سوف يخفف من درجة القلق والخوف التى تنتاب الأفراد بسبب تلك الأخطار، ويمنحهم الشعور بالأمان وراحة البال، ويعتبر هذا الشعور الذى يمنحه التأمين لعملاءه التأمين ميزة مهمة للغاية ليس فقط للأفراد الذين يؤمنون على سياراتهم ومساكنهم وأموالهم بل أيضاً بالنسبة الى المؤسسات العاملة فى مجالات التجارة والصناعة.
إن السؤال الذى يطرح نفسه هنا هو لماذا يغامر شخص بالاستثمار فى أى مشروع تحيط به العديد من الأخطار التى قد تؤدى الى ضياع أمواله؟ وإذا ما أصبحت الأخطار عقبة فى طريق الاستثمار، فما نتائج هذا الوضع؟ إن النتائج المترتبة على ذلك تتمثل بأوضاع اقتصادية سيئة حيث تقل فرص العمل، وينخفض الانتاج، مما يعنى الحاجة الى الاستيراد من الخارج بشكل أكبر وانخفاض عام فى الثروات، أى أن شراء التأمين يسمح لكل مستثمر بنقل على الأقل جزء من الأخطار التى يواجهها الى شركة التأمين.
يقوم التأمين أيضاً بدور محفز لفعالية الأعمال والمشاريع القائمة فعلاً من خلال إطلاق رؤوس الأموال واستثمارها فى الجانب المنتج من العمل، بدلا من الاحتفاظ بها بشكل يسهل الوصول اليها بسرعة لتغطية أية خسارة يتعرض لها المستثمرون فى المستقبل.
تستطيع المؤسسات الكبيرة والمتوسطة الحجم تكوين احتياطيات مالية لاستخدامها فى الحالات الطارئة عند تعرض أحد منشآتها للحريق أو السرقة، إلا أن ذلك سوف يحرم هذه المؤسسات من عوائد مالية أكبر لأنها سوف تضطر للاحتفاظ بهذه الأموال لإى أوعية استثمارية قصيرة الأجل يضمن سرعة الحصول عليها عند الحاجة بمعدل فائدة أقل بكثير فيما لو تم استثمارها فى أوعية طويلة الأجل. إن هذا يعنى أيضاً أن المؤسسة لن تستطيع استثمار هذه الأموال فى أعمال ومشاريع المؤسسة نفسها.
ولكن من خلال التأمين تستطيع كل المؤسسات بغض النظر عن حجمها شراء تغطية تأمينية مقابل قسط بسيط لا يضاهى المبالغ التى يجب أن ترصد كإحتياطيات لوقت الطوارىء، ويمكن اعتبار القسط على أنه "خسارة" مؤكدة لكن فى مقابل ذلك تستطيع المؤسسة مواصلة أعمالها واستثماراتها وهى تعلم تماماً بأن لديها غطاء ضد بعض الأخطار التى قد تواجهها، وفى ظل هذا الأمان تستطيع المؤسسة تنمية أعمالها ومشاريعها.
إن التأمين يعتنى بشكل رئيسى بالنتائج المالية للخسائر فشركات التأمين تهتم بوسائل الحماية والسيطرة على المخاطر ولا تألو جهداً فى إنفاق الأموال على البحوث والدراسات التى تنصب على تطوير واستحداث الوسائل الكفيلة بتخفيض معدلات وقوع الخسارة والتقليل من مدى الخسائر المتوقعة، أن ذلك لايحسن ربحية شركات التأمين فقط، ولكن يساهم أيضاً فى تخفيض الهدر الاقتصادى الذى يحدث بسبب وقوع الخسائر، لقد لعبت شركات التأمين دوراً كبيراً فى مجال السيطرة والتقليل من الخسائر على مر السنين وعلى مستوى العالم.
وتوجد لدى شركات التأمين وتحت تصرفهم مبالغ مالية كبيرة بسبب الفارق الزمنى بين استلامهم للأقساط ودفع المطالبات، على سبيل المثال قد يتم دفع القسط فى شهر يناير وقد يتم المطالبة بالتعويض فى شهر ديسمبر، هذا إذا تحققت المطالبة أصلاً، ولذلك تتجمع لدى شركات التأمين مبالغ يمكن استثمارها فى مجالات مختلفة. أن مستوى الفائدة التى تعود من إستثمار هذه الأموال يعتمد على طريقة استثمارها. وتتنوع هذه الإستثمارات من شراء السندات الحكومية – التى تستخدمها الحكومات لتمويل مشاريعها – وقروض متنوعة توفرها لقطاعى الصناعة والتجارة وشراء أسهم المؤسسات المعروضة فى السوق الى تمويل المشاريع المختلفة. وعليه فإن شركات التأمين تعتبر جزء مكون لما يسمى "بالهيئات الاستثمارية " التى تشمل البنوك وصناديق التقاعد.
ويتم الاستثمار فى العقارات ويلاحظ وجود لوحات على بنايات تحت التشييد تشير الى أن المشروع ممول من شركة تأمين، ومن المفيد الإشارة الى أن هذه الأموال قد تجمعت نتيجة لقيام آلاف من الناس والمؤسسات بدفع الأقساط، أى أن التأمين يلعب دوراً فى إقناع الناس بالأدخار، فالفرد الذى يؤمن على منزله قد لايتوفر لديه المال الكافى لشراء الأسهم أو للإسهام فى المشاريع العمرانية أو الإقراض الآخرين، ولكن عندما يتم تجميع أقساط ذلك الفرد مع الأقساط التى تدفع من قبل آلاف الناس والمؤسسات تتكون أموال ضخمة يمكن استثمارها فى مجالات مختلفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق